الثلاثاء، 15 مايو 2018

لا تقولي إنك خائفة

(لا تقولي إنك خائفة ) رواية الأمل في كل لحظة ، تحكيها سامية يوسف عمر، الفتاة الموهوبة التي ستصبح عداءة عالمية ..
ف
ما يبدو غريبا ان الحرب تستمر على طول السنين ، بل وتزاد ضراوة وشراسة وتجددت أساليبها في كل عام بل في كل يوم جديد، فما بين ولادة سامية ( البطلة) في العام 1991 وحتى يومي هذا في العام 2018 وما قبل ذلك وما بعده يشي الوضع بأزمات اكبر وبلهفة أكثر من الساسة الملعونين  نحو  مزيد من الحروب ، وكأننا نتحدث عن إضافة مزيد من الكريمة على الكيك .

تقول سامية أثناء حديثها عن مدرستها (... وكم من الرائع التعرف على قوانين الأرض الخفية ، وأبعاد الفناء المستطيلة ،أو على سبيل المثال ، داخل الدائرة التي كان يتركها البورجيكو بعد الانتهاء من إعداد الطعام ، كان يبدو لي الأمر سحر ، ويثير  في شعورا باليقين .إذا كانت هناك قواعد تفسر هذه الأمور ، فالكون لا ينبغي أن يكون سيئا لهذا الحد . يوما ما ، ربما نتوصل إلى اكتشاف الوانين التي تدفع البشر إلى الحروب ، فنمحوها إلى الأبد سيكون هذا أجمل يوم في تاريخ البشرية على الإطلاق).

أعتقد أنها المرة الأولى التي أقرأ فيها رواية كاملة تتحدث عن دولة اسمها ( الصومال) ، مع أنه في ما مضى كانت لدي رغبة في الذهاب إليها ؛ لأنه وحين كنت معلمة وآتي على ذكر المجاعات في العالم أو أي صورة تبين نمط الفقر كطفل جائع بعظام بارزة أو أكواخ متهدمة ، كانت طالباتي يجاوبن بذكاء: أنها الصومال، وهذا ما لم يكن يروق لي البتة ..
وقد لا تخرج الرواية كثيرا عن هذا التفكير السائد بنظرة سطحية  منا ؛ ولكن الكفاح والسعي إلى المعرفة وكسب الرزق والتجارة وحتى الرياضة وغيرها من أشكال الحياة ، لا تتوقف  بل عقولنا.
ظروف قاسية وحرب وظهور جماعات متطرفة  وانعدام العدالة الاجتماعية ، ثم يأتي الفقد وقرار الهجرة  التي لم أكن يوما أتخيل مخاطرها بهذا السوء ، قد تكون بداية حلم أو نهاية حلم لأحدهم  ، وما  بينهما أقسى ما يكون  عندما تتفوق وحشية الكثير من البشر في تعذيب الآخرين.
رواية تعلمك الكثير حد البكاء .. شكرا للمؤلف جوزيه كاتوتسيلا  والمترجم المبدع معاوية عبدالمجيد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق