يوم عن يوم... لـ لينا البلوشي


في خبايا عينيكِ دمع حزين وفي قلبك عاطفة منسية ولا زالت على شفتيك بسمة! توحي لك الأيام بأنها متشابهة وفجأة يطرأ جديد، كابوس أو حلم سعيد، يعيد الأمور إلى مسارها الصحيح ! وبالنسبة لرؤيتك لذاتك المعذبة تقولين : لا فائدة مني بالرغم من الشهادة والمنصب .. إنها لا شيء ولا أصبو لشيء؛ لأنه لا وجود لشيء في حياتنا! وتفتحي النافذة لتنتعشي بنسيم عليل يدفئك بروح المبادئ وتعودين فتقفليها على وجه السرعة لتدركي أن صقيع النقائص والنقائض قد هشم نافذتك لكنك لا تأبهين وتظلين سائرة وتحت قدميك حطام نافذة من دون أن يصيبها حتى جرح بسيط !
وتحبين ويراودك شعور بالسعادة وكأنك طائر حب، وتلمع عيناك كأنما تستمدان نورهما من نور عينيه، وتتورد خداك بلون الزهر وتتنفسين عشقا كما يقولون... وبعد أربع سنوات تتكلمين بنبض قلبك المتفائل حتى بعد طول السنين فتخسريه من دون أن تعلمي ؛لما الجفا وعلى أي ذنب؟!
تسعين إلى الخير مسعى الأسوياء وتجري الأمور باتجاه مضاد فتتجاذب تحت وطأتها كل الأقطاب السالبة والموجبة ويستصرخ رأسك : كفى! ولا تجدين سبيلا غير الجمود فلا شأن لك بشيء ومع ذلك تستنكرين؛ إذ تكونين أقحمت فيما لا دخل لك فيه !
وعاش في قلبك أمل لمدة أربعة أشهر في حياة مختلفة ومعاملة حنونة، فرشها بكل ما يخطر على بال إنسان على مستوى الأنا والآخر سوءا هنا أم هناك .. وانتهى الحلم، ورحل رجل الأحلام من حياتك، واختفى كما لو أنه لم يكن !
تفكرين في وجوه مختلفة من الانحراف، تخافين من ذكرها، وبدلا من ذلك تتجهين إلى الظلام، حيث النوم المتواصل دون أقراص منومة، أو ما شابه ! تختنقين ويلوح أمام عينيك سماء ملىء بالنجوم لتخرجي وتريها ظلمة بلا نجمة !
تعملين ولكنك لا تعقلين حياة العمل، وتضيقين به ذرعا لتفسدي الأمور عليهم وعلى نفسك فحسب ما تزعمين أنّ ما من مهم، وما من مسعى تبغين الوصول إليه، وأخيرا فأنت الخُسران لا يعنيك أبدا!
ما عدت تغبطين الناس على سعادتهم فعما قليل سيضيعونها على أنفسهم ليدخلوا في ماض أو قيل وقال ويدمروا حياتهم بأيديهم فهم لا يعون !

ولا تزالين تستمعين إلى شكواهم في ليل ونهار لتدركي ألا وجود ليوم لن يتذمر فيه أولئك!

وتندمين على يومٍ فتحت فيه قلبك لمحبين وجعلته ملجأ لمعاناتهم ونصبت ذاتك مرشدا حتى ينهوا مسيرة حبهم مجتمعين معا، لينتهوا في النهاية محطمي قلوب بعضهم أو غارقين في بحر من الأوهام !
تعتقدين أن كل الأمنيات كتبت لك، أما تحقيق الأماني فليس من نصيبك في شيء ! ولا يبقى من أجلك غير المسعى دائماً وأبداً فدوام الحال من المحال!
قلت له : صوتك حلو فكان رده : وصوتك أحلى ! مما كان سببا في أن تضحكا معا ، و بين آن وأخر لا تزالين تحاديثنه مع أنك لم تقابليه سوى مرة واحدة !
تطوقين حياتك بأسوار من الأحزان، ثم تتسآلين: هل رغبت السعادة عني؟ هل أضاعت طريقها نحوي ؟هل تمن علي حتى بلحظة !
مخافة الجنون تعودين إلى خفة ظلك بروح مختلفة ليومين فقط ولا تلبثين حتى تعودي وتغلقي أبواب الحياة في وجهك !

ويرد إلى ذهنك رجل الأحلام مرة أخرى، وتظل كلماته منيرة لدربك الشائك: أنت قادرة !