حسين العبري والرسم بالكلمات ...في روايته الأحمر والأصفر


بين القرية و المدينة ألوان مختلطة ..
ـ تمتزج الألوان مكونة نفسها ، نراها بضوء عينينا ، نمضي في خطاها دون أن نلاحظها أحيانا ، فهذا الأحمر يظهر من امتزاج البنفسجي الماجنتا واللون الأصفر ، ويكون دافئا خلف الأبيض ، وأكثر بروزا من وراء خلفية سوداء ، يشير في دلالته إلى الصراع والحماس وقوة الإرادة .. والمشهور عنه بلون الحب..
يعبث الأحمر مع الأخضر وينتجان اللون الأصفر .. الذي تختلف معانيه حسب درجاته فبقدر ما يكون صارخا يعطي دلالة بالحيوية والتألق ، كما هو في بريق الذهب يعطي انطباعا بالفخامة والأبهة ، في حين يثير احساسا بالجدب والفناء في لون الرمال الشاسعة وسقوط أوراق الخريف .. ويشتهر عند النساء بلون الغيرة !
 في الرواية  يجرب سالم فعل السرقة عندما يلقى ريالا أحمر ويقرر أن لا يعيده؛ بل يدخل محل البقالة ذي العتبة الخضراء ويشتري حلوى ويخفي الباقي تحت إحدى الصخور  .. ثم نجده يمضي في شوارع مسقط  المضاءة  بالأصفر الذهبي  ليلا !

سالم
ـ  يتمتع بذكاء ، تضيق عليه القرية ،  متجاوزا عالمها من خلال علاقته بأسرة مصرية ، يقتدي بالأب ويصادق الإبن ويحب الإبنة نهاد،  التي يطغى حبه لها على سلامة وخديجة  القرويتين .
ـ يبحث عن الله في ذاته يقرأ في الدين ويصلي الفجر في مسجد القرية ، يعاتب نفسه على أفعاله السيئة متذكرا ما تعلمه من مدرسي التربية الاسلامية  .. ويحدث أن تنفتح آفاق وتضيق قلوب فلا تعود خطبة الجمعة حتى تتسع لها  !
ـ يسمع: ذاك أسود ، تلك من أصل وضيع ، وهذا أسنانه " كأنها مجز"! ..
ـ يستغرق في التفكير وبشروده المستمر تعتقد عائلته بأن به مس من الجان .. ، و عندما يموت سائق الحافلة المدرسية  تسري الشائعات أن ساحرة القرية أكلته والجثة ما هي إلا خشب !
ـ مثقل بالهموم والأفكار لا يتوانى عن طلب الموت أو استجدائه أو الإ نتحار على الطريقة اليابانية أو تعليق نفسه  بالمروحة،  وقد لا يكون آخرها قطع وريد حيوي عند الرسغ بآلة حادة !


ضجيج الأسماء
ـ (خالد، ناصر ،سعيد).. ثلاثة عازبين في شقة ولا وجود لسجادة صلاة.
ـ (النادي الصحي ،  الحانة ، الشاطىء ، الشارع ) كارمين ، نوال المغربية ، نصرة  و....
ـ (صاحب المنزل والخادمة الأسيوية وسالم) ..  تلصص .

سالم مرة  أخرى
ـ يقرأ سالم في موسوعة المعرفة باستمرار، فحين يكبر رأسه من ثقل الافكار يبحث عن صور المخ ، وعندما يفكر في النساء يقرأ عن أشهرهن في التاريخ  ، كما يقرأ في باب "قليل من كل شي ": الفلاسفة الذين لم يتزوجوا .. : أفلاطون بلحيته الطويلة وعينيه الجامدتين: يوناني ، القديس أوغسطنيوس مصورا على زجاج  كنيسة : نوميدي، القديس توما الأكويني : إيطالي ، توماس هوبز :انجليزي ، رينيه ديكارت : فرنسي ، باسكال الفرنسي ،وجون لوك الانجليزي ،وسبينوزا الهولندي ، ولايبنتيز الألماني ، وفولتير الفرنسي ، ودافيد هيوم الإيرلندي ، وإمانويل كانط ،آرثر شوبنهاور ، سورين كيركغارد ، هيربرت سبنسر ، فريدريك نيتشه ، جان بول سارتر ، رولان بارت ، ميشيل فوكو".
ـ إلى سالم الملاحي : "يجب ان نمتنع عن الزواج حتى نظل في حالة عشق أبدي ". أوسكار وايلد.

إلى  حسين العبري
ـ " أفضل فنان ليس لديه فكرة أبدا
عن أن كتلة فريدة من مرمر لا تتماسك
داخل قشرتها، ولكن قد يتم الوصول إليها فقط
لو تتابع اليد العقل ،
إن الخير هو ما ألزم به نفسي، والشر هو ما أنبذه.
فتواري يا سيدتي، أيتها الحسناء، الأبية، المقدسة ،
كل هذا فيك تماما، لكن حياتي يجب الآن أن تنتهي ،
حيث إن مهارتي تؤدي عكس التأثيرات المرجوة...
فلو أن الردى والشفقة في  آن واحد
يسكنان في قلبك ، فإن بصيرتي المتواضعة
وهي متوهجة ، لا تستطيع الإمساك بشيء منه سوى الموت" .  من موشحة لميكيل انجلو بوناروتي.

الأحمر والأصفر
ـ أفكار وأفكار وأفكار.. احتضان ونقد للواقع الإجتماعي، وأعتقد أنها  دعوة لعالم أفضل وحياة أجمل .