الخميس، 20 أكتوبر 2011

إلى وزارة التربية والتعليم .. إلى المعلمين /ات في اعتصامهم

عندما أتساءل لماذا اعتصم المعلمون/ات مرة أخرى بعد اعتصامهم العام المنصرم؟ تكون الإجابة المعتادة أن الوزارة لم تستجب إلى مطالبهم، فكرروا اعتصامهم ليروا مآل مطالبهم أين وصلت وماذا حدث لها ؟ ، ومن ناحية أخرى اعتاد بعض المعلمين/ات أن يمتنع عن إبداء رأيه هذا العام؛ لأنهم متأكدين أن إسماع صوتهم إلى المسؤول المبتعث من قبل وزارة التربية والتعليم لا جدوى منه!

فكان أن اقترحت بأن تُوجد وزارة التربية والتعليم متحدثا رسميا باسمها في كل المناسبات ، يأخذ المطالبات الموثقة للمعلم/ة بدلاً من ترك المجال مفتوحا أمام المعلمين/ات للتذمر والإشاعات وذلك يدا بيدا بجدية تامة، ثم بمرور فترة وجيزة يتم فيها إعلام المعلم/ة أو المعلمين/ات عما وصل إليه موضوعهم على أن يتم متابعة الموضوع ثم تعميمه على الجميع من خلال النشرات الإلكترونية أو الورقية.


عندما أرى المعلم/ة معتصما للمرة الثانية والثالثة ونحن في بدايات عام دراسي نسميه الجديد فإنني أتساءل لماذا؟ والإجابة التي أراها أن المعلم أصبح منبوذاً من قبل المجتمع لأنه أضر بمصلحة أبناءه وبناته ـ أجيال المستقبل ـ ومع ذلك نسمع مؤخرا عن طلاب يعتصمون ليعود معلموهم.. على المعلم/ة أن يدرك أنه من الطالب وإلى الطالب يعود، وعليه أن يدرك أن علاوة تدريسه لا تتجاوز ريالات معدودة لأن التدريس وهي مهمته الأساسية ليس مقياسها كم بل كيف..

وعندما أرى المعلمين/ات وقد جلسوا في غرفهم بالمدرسة أو خارجها وقد سرحوا الطلاب من بيتهم الثاني فأنا أدرك جيدا ومن دون تعجب أن الإحباط والإحباط قد أكل ما بقي من روحه الإيجابية والخلاقة وقد أصبح كبش فداء من أجل مطالبات عامة وليست شخصية وأحيانا يتعرض لمعاملة أمنية لا نرتضيها لأن المعلم/ة إنسان صالح وتربوي وليس من حق أحد أي كان أن يمس معلما ما لم يرتكب جريمة يعاقب عليها القانون ولا زال الأجدى أن يجلس المعلم/ة المواطن جنبا إلى جنب بدون حاجز نفسي أو مادي مع المواطن المسؤول ولنا في سلطان البلاد جلالة السلطان قابوس بن سعيد خير مثال في جولاته وحتى عفوه عن ابنائه لأن الوطن لا يعني أنا أو أنت بل كلنا ومصلحته فوق كلنا .. وصدق من قال إذا أردت السلم فاستعد للسلم وإذا أردت الحرب فاستعد للحرب .


أيها المعلمون/ات المعتصمون .. دوركم انتهى بمطالبكم التي سلمتموها لوزارة التربية والتعليم لأنكم لستم مسؤولين عن تنفيذها كلها وعدم تنفيذها كلها أو تنفيذ بعضها أو مدى استجابة وزارة التربية والتعليم لمطالبكم لأن مهمتك الطالب أولا الطالب آخرا .. أيها المعلم/ة أوصل صوتك بثقة أكبر بخطوة أكبر من تكرار اعتصامات لا جدوى منها ..


عندما أرى معلما معتصما فإني أتذكر معلما نشيطا يعمل بصمت وأمانة لم يتم تكريمه ولا على مستوى كما هو شائع في أوساط المعلمين/ات ، كما أتذكر معلما لم يحضر مشغلا إنمائيا وإن كان ذا حظ فمن المؤكد وفي أغلب الأحيان حضوره لمشغل لا تنطبق عليه المعايير العلمية المطلوبة لدى المشرف/ة أو المعد/ة حيث أن التقنية الحديثة توفر معلومات كثيرة .. والأسوأ عندما لا يتلقى شهادة مشاركة تُكتب في سجله ، وأتذكر أيضا المؤتمرات الإقليمية والدولية التي يحضرها مسؤولون أو موظفون من وزارة التربية والتعليم ولا يُوفد إليها معلم/ة على حد علمي ، لكني أتذكر معلماً لا يعنيه كل ذلك ويهتم بطلبته بتوجيههم وتدريسهم وبثقافته بقراءاته واطلاعاته وهذا الذي يرفع من شأنه و يُفرح المجتمع .


عندما أرى المعلمين/ات معتصمين أجدهم وقد نسوا كل الإيجابيات في مدارسهم وطلابهم ومناهجهم ووزارتهم، فبعض الأمور من اختصاص إدارة المدرسة وبعضها مرتبط بأقسام الوزارة كالتخطيط وبعضها مرتبط بقوانين يجهلها المعلمون/ات أو يسيئون فهمها ولا أجدهم إلا وقد أضاعوا مطالبهم وخلطوها بلا مبرر بأطماع شخصية لدى البعض منهم /ن ..
وزارة التربية والتعليم.. لو تسمحِ أن يقول المعلم/ة رأيه في قراراتك من مناهج وتقويم وشؤون طلبة... لو توزعِ استبيانات لمعرفة رأيه وحتى رأي الطلاب فيه فلا ضير؛ لأنه الوحيد/ة الذي يعرف الحقيقة ويعايش تجربة ثرية من دون مسميات مدير، موجه، مشرف أنشطة، مدخل بيانات، منسق .. وبكل تأكيد الرأي الأخير لكِ.

تذكر أيها المعلم/ة أنك ومنذ بدأت التدريس بدأتها بتكريم وتشريف عندما تم تعيينك بمسمى معلم وتذكر أيضا أنك عملت جميلا ولم تتنظر كلمة شكر من أحد وتذكر أيضا أنك رفعت رأسك عاليا كلما انتقص من شأنك شخص ما وقرار ما ، في مكان جميل بوجودك والطالب معاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق